قلق أممي إزاء حوادث إنكار الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك

قلق أممي إزاء حوادث إنكار الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك
أليس نديريتو

أعربت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أليس نديريتو عن قلقها إزاء ما وقع مؤخرا من حوادث إنكار للإبادة الجماعية التي ارتُكبت في سريبرينيتشا ضد البوسنيين، وتمجيد مجرمي الحرب المدانين في البوسنة والهرسك. 

وقالت نديريتو في بيان أصدرته، الثلاثاء، إن استمرار انتشار إنكار الإبادة الجماعية وتمجيد مرتكبيها "أمر مثير للقلق، وسيستمر في عرقلة المصالحة المستدامة والسلام في المنطقة"، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأضافت أن تلك المشاعر تم التعبير عنها مؤخرا خلال "اليوم الوطني لجمهورية صربسكا" الذي أقيم على الرغم من اعتباره غير دستوري من قِبل المحكمة الدستورية في البوسنة والهرسك، وشددت المسؤولة الأممية على أنه لا يمكن التقليل من الأثر السلبي لإنكار الإبادة الجماعية وتمجيد مجرمي الحرب.

وأضافت أن إنكار وتشويه الإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم الفظيعة التي ارتُكبت خلال النزاع، منذ ما يقرب من 30 عاما، والتي أثبتتها المحاكم بشكل قاطع، "أمر غير مقبول"، مشددة على أن ذلك "لا يؤدي إلا إلى زيادة الانقسام والكراهية، ويفضي في الوقت نفسه إلى تراجع الجهود الرامية إلى تعزيز السلام والحقيقة والمصالحة".

وأشارت أيضا إلى أن ذلك يؤثر سلبا على الضحايا والناجين، وجهودهم الدؤوبة للحفاظ على ذكرى من فقدوا في هذه الجرائم المروعة. 

تعزيز المصالحة والتعافي

وأكدت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة الجماعية في بيانها أن المجتمعات التي لا تعترف بشكل كامل بعمليات الإبادة الجماعية الماضية، ولا تتعامل مع تأثيرها المدمر على الأفراد والأسر والمجتمعات، "تواجه خطر وقوع مثل هذه الجرائم مرة أخرى". 

وأفادت بأنها التقت في زياراتها الأخيرة للبوسنة والهرسك، العديد من الضحايا والناجين، وكذلك أجيالا جديدة "يعملون بنشاط من أجل تعزيز المصالحة والتعافي، بدءا من الاعتراف بالواقع المأساوي لما حدث في الماضي، وكذلك الاعتراف بالمعاناة التي سببها الجناة". 

وشددت نديريتو على أن عمل هؤلاء يحتاج إلى "الثناء والدعم"، داعية جميع الجهات الفاعلة، لا سيما تلك التي تتمتع بالنفوذ، للتحدث علنا ضد إنكار الإبادة الجماعية والترويج لمستقبل الإدماج والتفاهم بدلا من الانقسام والكراهية.

مذبحة سريبرينيتشا

مذبحة سريبرينيتشا قتل فيها أكثر من 8 آلاف مسلم بوسني -منهم الشيوخ والنساء والأطفال- من قبل جيش صرب البوسنة، فيما اعتبرت واحدة من أسوأ عمليات الإبادة الجماعية في القرن العشرين، وقدمت هولندا اعتذارا لعائلات ضحايا الإبادة في البوسنة والهرسك، معترفة بإخفاقها في منع الفظائع التي حدثت.

في يوليو 1995، عندما سقطت المدينة الواقعة شرق البوسنة في أيدي القوات الصربية، فر قرابة 12 ألف رجل وفتى مسلم عبر الغابات بحثا عن مناطق آمنة، وخلال مطاردة لمدة 6 أيام، تم القبض على الآلاف منهم وجرى إعدامهم ميدانيا ثم دفنوا في مقابر جماعية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية